عرض المقالة

تأملات في قصة يوسف عليه السلام

صفية الشقيفي
هيئة الإدارة

0
15290
0
0
0
3

غير مصنف

غير مراجَع


تأملات في قصة يوسف عليه السلام

قصَّ يوسف رؤياه على أبيه يعقوب عليهما السلام؛ فأوصاه ألا يقصص رؤياه على إخوته لئلا يكيدوا له كيدا.
استجاب يوسف لوصية أبيه، ومع هذا كادوا له كيدا !
أخبر يعقوبُ بنيه أنه يحزنه ذهابهم بيوسف، ويخاف عليه الذئب، ومع هذا جاءوا على قميصه بدم كذب، وقالوا أكله الذئب!
باعوه بثمن بخس، وظنوا بذلك الخلاص منه، بينما قال الذي اشتراه من مصر لامرأته أكرمي مثواه عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدا
قال الله عز وجل: {كذلك مكنّا ليوسف في الأرض ولنعلمه من تأويل الأحاديث والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون}
اجتهد إخوة يوسف في الخلاص منه، فكانوا وسيلة لإيصاله لتمكينه وعزه!
أبعد إخوة يوسف، يوسف عن أبيهم يرجون بذلك غاية واحدة
{اقتلوا يوسف أو اطرحوه أرضا يخل لكم وجه أبيكم}
فعلوا ما أرادوا، وعصوا بذلك ربهم وأحزنوا أباهم ...
لكن لم يتحقق مرادهم، فيعقوب يذكر يوسف طيلة الوقت
قال الله عز وجل: {قالوا تالله تفتأ تذكر يوسف حتى تكون حرضا أو تكون من الهالكين}
كادت زوجة العزيز بيوسف، وشهد شاهد من أهلها، وثبتت براءته ... ومع هذا دخل يوسف السجن!
فسّر يوسف عليه السلام لصاحبي السجن منامهما
أوصى الذي يظن نجاته أن يذكره عند الملك ... نسي صاحبه؛ فلبث يوسف في السجن بضع سنين، حتى أذن الله بأمره !
ليخرج يوسف من سجنه مرفوع الرأس، مبرأ على رؤوس الأشهاد، عزيزًا وليس بمجرد عفو من ملك مصر
يخرج ليكون عزيزَ مصر !

تحدث المجاعة ويأتي إخوة يوسف، ويطلب أخاه الأصغر ...
يأخذ يعقوب عليه السلام عليهم الميثاق أن يعودوا به
يأمرهم أن يدخلوا من أبواب متفرقة
قضى حاجة في نفسه
ورغم كل هذا، عادوا من غير أخيهم الأصغر والأكبر
يبكي يعقوب عليه السلام
يشكو بثه وحزنه إلى ربه
لا ينقطع رجاؤه أبدا فيه
يقول: {عسى الله أن يأتيني بهم جميعا}
ويأمرهم أن يعودوا فيتحسسوا من يوسف وأخيه ...
لا يعلم أن أمر الله عز وجل أن يأتي هو وزوجه وبنوه إلى يوسف ... يوسف الذي صار عزيز مصر ومكّن الله له في الأرض!

في النهاية
{ورفع أبويه على العرش وخروا له سجدا وقال يا أبت هذا تأويل رؤياي من قبل قد جعلها ربي حقا وقد أحسن بي إذ أخرجني من السجن وجاء بكم من البدو من بعد أن نزغ الشيطان بيني وبين إخوتي إن ربي لطيف لما يشاء إنَّه هو العليم الحكيم}

كل ما مضى من أسباب بدا وكأنها لم تنفع، كانت في الحقيقة نافعة في اتجاه تحقيق الغاية التي يرجوها يوسف وأبوه:
{وكذلك يجتبيك ربك ويعلمك من تأويل الأحاديث ويتم نعمته عليك وعلى آل يعقوب كما أتمها على أبويك من قبل إبراهيم وإسحاق إن ربك عليم حكيم}
وكل كيد كان بيوسف وأبيه، وبدا وكأنه يعوقه عن الوصول لمراده، كان في الحقيقة سبب موصل له.
قال الله عز وجل: {وهو القاهر فوق عباده وهو الحكيم الخبير}
إنّ ربكم الذي يدبر الأمر هو العليم الحكيم
إنّ ربكم الذي بيده مقاليد السماوات والأرض، عزيز حكيم!
والله غالبٌ على أمره ولكنَّ أكثر الناس لا يعلمون.

التعليقات ()

أشهر المقالات
يبدو أن هذه المقالات ستعجبك

لماذا لا نتعلم ؟...

( لماذا لا نتعلم ؟ ) كتبه: أبو مالك...

التواني في طلب الع...

شماعة المعوقات: التواني في طلب العلم...

التأصيل العلمي...

بسم الله الرحمن الرحيم التأصيل...

رسالة في تفسير قول...

قال الله - عز جل - : { قد جاءكم من...

التعريف ببرنامج ال...

التعريف ببرنامج التأسيس في...

شكر وامتنان..بعضا ...

الحمد لله حمدا كثيرا،، طيبا،، مباركا...